لن يتأثر الاقتصاد القطري بشكل كبير اذا خسر البلد الخليجي حقوق استضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 بفضل استمرار النمو المدعوم بايرادات الطاقة رغم ان ذلك سيوجه ضربة قوية الي هيبة قطر.
وطالب رئيس الاتحاد الالماني لكرة القدم الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) يوم الاربعاء باعادة النظر في منح حقوق استضافة الكأس لقطر وسط مزاعم بأنها اشترت هذه الحقوق. ونفت قطر بشدة ارتكاب أي مخالفة.
لكن محللين يقولون انه حتى اذا خسرت قطر حقوق الاستضافة في نهاية المطاف فان ذلك لن يؤثر على توسعة البنية التحتية والاقتصاد الا بشكل محدود.
وقال جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين بالبنك السعودي الفرنسي في الرياض "كأس العالم لم يكن قط ليحدد نجاح أو فشل الاقتصاد القطري."
وأضاف قائلا "اذا ثبت أنهم خالفوا القواعد فان ذلك لن يحول دون نمو قطر أو استثمار المستثمرين."
وقال سفاكياناكيس ان الاموال اللازمة لاستضافة البطولة يمكن أن تستثمر في أشياء أخرى بعائد أعلى بكثير. ومن المتوقع أن تنفق قطر نحو 65 مليار دولار على الاستعدادات للبطولة وفقا لبنك اوف امريكا ميريل لينش.
وقال محلل في الدوحة طلب عدم نشر اسمه "فعليا كأس العالم لا يحقق الكثير لقطر من الناحية الاقتصادية.. المسيرة الاقتصادية منذ فترة طويلة هي الغاز ثم الغاز ثم الغاز."
وبفضل احتياطيات الغاز الوفيرة تحولت قطر الى قوة اقتصادية وأغنى بلد في العالم من حيث نصيب الفرد من الدخل القومي وأصبحت لها طموحات كبيرة. ومن المتوقع أن يبلغ النمو الاقتصادي 15.8 بالمئة هذا العام بعد تقديرات قوية لنمو قدره 16.2 بالمئة في 2010 .
وخصصت قطر 40 بالمئة من ميزانيتها في الفترة من الان حتى 2016 لمشروعات البنية التحتية. ويتضمن ذلك انفاق 11 مليار دولار على مطار دولي جديد و5.5 مليار دولار على ميناء بحري في المياه العميقة ومليار دولار على شبكة للمواصلات في العاصمة الدوحة. وستنفق قطر 20 مليار دولار على الطرق.
وستكون هناك حاجة الي منشات اضافية للسكن والكهرباء والمياه لاستيعاب المشجعين الذين سيفدون الى قطر لحضور البطولة والذين من المتوقع ان يصل عددهم الي 500 ألف.
لكن مع استثناء الاستادات فان معظم المشروعات كان مخططا لها قبل قرار كأس العالم وكانت ستمضي قدما حتى لو لم يفز العرض القطري.
وقال المحلل "الخسارة ستكون في المقام الاول الاستادات نفسها والفنادق الاضافية.. اذا ألغيت أو قلصت مشروعات باهظة بعينها مثل المترو فان ذلك في الحقيقة قد يكون مكسبا صافيا."
ووفقا لتقديرات سيتي جروب فان خسارة حقوق استضافة كأس العالم قد لا تلغي الا أربعة بالمئة فقط من اجمالي خطط الانفاق القطرية.
لكن خسارة حقوق الاستضافة سيكون أمرا محرجا للغاية لقطر والفيفا.
وقال روبرت مكينون مدير الاستثمار في (ايه.اس.ايه.اس كابيتال) "الخزي المرتبط بافتضاح الغش لاسيما اذا لم يمكن قصر المسؤولية على قلة فاسدة سيقوض صورة قطر والثقة اللا محدودة في هذا البلد."
وأضاف قائلا "ستكون هذه ضربة للمنطقة نظرا للدور الايجابي الذي كثيرا ما تلعبه قطر كوسيط أو مانح أو محفز على التغيير."
وقفز مؤشر الاسهم في بورصة الدوحة اليى الى مستوى له في 27 شهرا بعد فوز قطر بحقوق استضافة كأس العالم في الثاني من ديسمبر كانون الاول مدعومة بمكاسب لاسه شركات ينظر اليها على انها مرشحة لان تكون من اكبر المستفيدين مث شركة قطر للكهرباء والماء وصناعات قطر وبنك قطر الوطني.
وقال مكينون "اذا خسرت قطر كأس العالم.. أظن أن سوق الاسهم ستشهد موجة بيع بسبب المعنويات السيئة لمدة أسبوع أو أسبوعين قبل أن يعود الناس للتركيز على العوامل الاساسية... وتلك ستكون فرصة للشراء."