حسن بزلاميط رجل وسيم في العقد الخامس من عمره، كان أحد الضباط المقرّبين من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والموثوق بهم جداً. كما كان أحد مرافقيه الرئيسيين وحرّاسه في حلّه وترحاله في كافة دول العالم، من بداية رحلة نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي وحتى توقيع اتفاقية أوسلو، والإقامة في المقر الرئيسي في مدينة رام الله. وبعد رحيل القائد، تقاعد العميد بزلاميط، بطل فلسطين بالفروسية، ورئيس الاتحاد الفلسطيني للفروسية، ورئيس نادي أريحا الفلسطيني للفروسية. وقد ورثت ابنته الوسطى إيمان منه هذه الموهبة. فحملت لواءها عنه، وأصبحت بدورها بطلة فلسطين بالفروسية. لكنّ ابنته الصغرى ليان تمرّدت على السائد في مجتمعها المحافظ، وعشقت الفن وصمّمت على احترافه ودخوله من بوابة «ستار أكاديمي» الواسعة، رغم معارضة عائلتي والديها الشديدة للأمر. فما هو موقف والدها منها وهو الأب العسكري الصارم؟ وما الذي لا يروق له في الأكاديمية؟ ومن يطربه من الطلاب؟ وما رأيه بخيانة القاق المزعومة لها؟ وهل يرى فيه عريساً مناسباً لابنته؟ «سيدتي» أجرت معه حواراً صحفياً في اتصال هاتفي تمّ معه حيث يقيم في مدينة أريحا الفلسطينية:
• كثيرون ...على إسعادها.كأب ديمقراطي، أقوم بواجبي في الحكم عليه وإبداء رأيي فيه، لكنها في النهاية صاحبة القرار النهائي.
• غريب موقفك هذا. إذ أن الأب العسكري غالباً ما يكون ديكتاتورياً، فهل كنت هكذا دائماً؟
بصراحة شديدة، كنت في الماضي أباً قاسياً وديكتاتورياً أُصدر أمراً يطاع بلا نقاش. ثم، اكتشفت بمرور الوقت أن هذه التربية قد ترتدّ عليّ سلباً حين أجبرت ابنتي الكبرى بيسان على ارتداء الحجاب فور بلوغها سن الخامسة عشر من عمرها. وامتثلت لأمري فترة زمنية بسيطة، اكتشفت بعدها أنها كانت تخلعه من ورائي، فصدمت. وبعد تفكير طويل، أدركت أن الحوار هو وسيلة التفاهم الأفضل للتوصل إلى تربية توافقية، فتركت لها حرية القرار وتحوّلت إثر هذا الموقف معها من أب ديكتاتوري قاسٍ إلى أب ديمقراطي دون أن أتخلى عن شرقيتي وعادات وأعراف بلدي، ويتابع ضاحكاً: أعطيت أبنائي حريتهم وحقوقهم تحت إشرافي قبل قيام ثورة الشباب العرب على الديكتاتوريات السياسية.
• إذا تقدّم محمد القاق لخطبتها رسمياً، هل توافق عليه؟
هذا الأمر سابق لأوانه، لكني كأب حريص على مصلحة ابنته وسعادتها، سأوافق على من تختاره هي بعد أن أوضح لها وجهة نظري الخاصة.