ان الشعراء هم فنانون شانهم شان غيرهم من الرسامين والنحاتين والموسيقيين والحكم على قصيدة من القصائد يجب ان يصدر عمن يعيش بوجدان صادق حياة الفن وما كان الشاعر في يوم من الايام ولن يكون كمهندس معماري يقال له غير رسم هذه الحجرة من الشمال الى اليمين واجعل حجرة الضيوف عشرة امتار بدلا من تسعة ولا بد لي هنا من ان اؤكد ان الدخول الى صلب الموضوع من اول شطر ليس ضروريا وبخاصة في المناسبات الكبيرة كالمهرجانات الشعرية وكما خطر ببال الشاعرين احمد رامي وصالح جودت ان الشعراء سيبداون الجدية والحماس من اول بيت ولذلك فان من المناسب جدا ان يكون للنسيب نصيب ترويحا للنفس وتهدئة للاعصاب ولقد قال الرسول الكريم ((روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فانها ان كلت عميت)). ثم متى كان النسيب حتى في اقسى الضروف واشدها غير محمود؟ الم يقف كعب بن زهير امام رسول الله وقد دخل المسجد متنكرا وكان السول قد اهدر دمه ليعتذر ويعلن التوبة فيبدا قصيدتة العصماء المعروفة بالبردة بقولة:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم اثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين اذ رحلوا
الا اغن غضيض الطرف مكحول
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
لا يشتكي قصر منها ولا طول
وبعد النسيب الرقيق يتطرق الى الموضوع فيقول:
نبئت ان رسول الله اوعدني
والوعد عند رسول الله مامول
مهلا هداك الذي اعطاك نافلة القران
فيها مواعيظ وتفصيل
ولا تاخذني باقوال الوشاة ولم
اذنب وقد كثرت في الاقاويل
الى اخر ما جاء في قصيدته العصماء وما زالت هذه القصيدة في ذاكرة كل اديب وشاعر وهي اكثر شهرة بمطلعها الغزلي الرفيع ومن اسمها المعروف في بطون الكتب
اتمنى ان تكونوا استفدتم من موضوعي
وانا اوافيكم بكل جديد وحصري
تقبلوا تحيتي
زوزة البصراوية
دمتم بود
