تيتا أجونة" تحمل مئة عام على ظهرها، ولا تزال تملك من القوة ما يكفي للسير مع الجيل الجديد بسرعته لا بسرعتها.
بين ذكريات قرن مضى وسحر العالم الإلكتروني تتنقل الجدة أو "تيتا أجونة" من صفحة إلى أخرى. مئة عام وأكثر لم تمنعها من مجاراة عصر أحفادها، تتجادل هي وحفيدها فتصارعت مع أجيال الحاضر لدخول عالمهم من أوسع أبوابه.
الإنترنت هو المركبة التي تنقل الجدة أجونة إلى ما وراء البحار لملاقاة الأحبة بعد أن أقعدها كبر السن. تتحدث إلى أحفادها وأبنائها وأقربائها في المهجر، وأكثر ما
يسعدها هو قدرتها على مشاهدتهم مباشرة عبر سكايب.
تتحدث عن الفرق بين الأمس واليوم وكيف كانوا يكتبون الرسائل، وكيف كان التلفاز بمثابة أعجوبة.
مئة عام و"تيتا أجونة" بكامل صحتها وقوتها تعيش في إحدى القرى العكارية شمال لبنان.
وعندما سألناها عن سر حياتها المديدة قالت "تقول الأصل بالمحبة والعالم تحب بعضها".
تعيش "تيتا أجونة" محاطة بعائلة ابنها بعد أن فقدت ثلاثة من أبنائها، حيث حرمتها الحرب اللبنانية اثنين منهم. وعلى الرغم من خسارتها يتربع لبنان على عرش قلبها، تقول
للبنانيين "حطوا عقلكن براسكن وعملو بلد".
تركنا "تيتا أجونة" وقد زرعت الفرح في نفوسنا بروحها الشابة التي انتصرت على قرن من عمرها.